-->
في كل مرة تقف فيها "اسرائيل" أمام “تصعيد” ما، تنكشف الطبقة الرقية التي بالكاد تغطي العنصرية المؤطرة فيها. على رأس المحرضين يقف على عادته بنيامين نتنياهو، الذي في سلسلة تغريدات وبوستات نقل في الايام الاخيرة الرسالة بان حكومة أقلية بتأييد الاحزاب العربية هي “صفحة في وجه جنود الجيش الاسرائيلي وخطر على دولة اسرائيل”.في خطابه في الكنيست هذا الاسبوع ايضا استغل الفرصة كي يعرض النواب العرب كمن يؤيدون العدو.



ثان لنتنياهو، بل واحيانا يفوقه، هو من اصبح متوج الملوك الدوري افيجدور ليبرمان. حين تكون الساحة السياسية امام قدميه، يسير رئيس اسرائيل بيتنا في الايام الاخيرة كمن يستحق كل تفوه عنصري له جديرا باهتمام خاص. في مقابلة مع اخبار 12 أول أمس كرر اقواله التحريضية الدائمة حول اعضاء القائمة المشتركة. فقد قال: “من ناحيتي هذا طابور خامس. اناس يريدون تدمير دولة اسرائيل من الداخل ويعملون ضد مصالحها”.

لهذا التحريض منفلت العقال، والذي يزدهر في فترات التوتر، يوجد اثر سياسي هدام. فالادعاء الذي ينطلق من كل اطراف الطيف السياسي تقريبا هو أن الحملة في غزة قضت على امكانية ان يشكل بيني غانتس حكومة اقلية مدعومة من الاحزاب العربية وان السبيل الوحيد لانقاذ اسرائيل من انتخابات ثالثة هو حكومة وحدة وفقا لمخطط الرئيس.

ولكن هذا ليس استنتاجا منطقيا، بل استنتاج يكشف عن كون العرب مواطنين من الدرجة الثانية، يجتازون سياقات سريعة من نزع الشرعية طالما لا يقفون صامتين  ردا على أمر 8 الامني الذي يصدره رئيس الوزراء.

ليس هذا فقط بل ان المحرضين المركزيين، نتنياهو وليبرمان، يستغلان الوضع الامني المتوتر ام الخطاب العنصري المتطور لديهما لغرض ممارسة ضغط هائل على رئيس أزرق أبيض للدخول الى حكومة وحدة وفقا لمخطط الرئيس. محظور على غانتس، الذي اظهر حتى الان قدرة صمود مثيرة للانطباع ان يخضع للضغوط عليه. قريبا سيتبدد دخان الصواريخ السميك ومن فوق سماء اسرائيل ستظهر مرة اخرى صورة المتهم بالافعال الجنائية نتنياهو، الرجل الذي ليس جديرا بأن يكون رئيس وزراء.
Mohamed Matter
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع حدشوت هيوم | חדשות היום .

جديد قسم : هآرتس

إرسال تعليق